صلاة استسقاء - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


صلاة استسقاء
متابع - 15\08\2010
نهضت من النوم هذا الصباح وشعور بالنشاط يدفعني لأكتب، فأخذت أفكر عن أي موضوع سوف أتحدث؟ وبعد مداولات مع ذاتي، وأخذ ورد، قررت أن يكون الموضوع محليا، فيه ما يهم المجتمع، وأن يكون عليه إجماع من حيث الأهمية.
تزاحمت الأفكار في ذهني واحترت بماذا أبدأ! فهناك الكثير من القضايا الملحة، وهي مدار بحث على مدار الساعة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، كان من بين الموضوعات التي فكرت بطرقها موضوع أراضي الوقف وموضوع الزواج، موضوع سداد الذمم ودفع المستحقات. أخير قررت أن أكتب عن الأرض، فهي أم الإنسان، منها واليها يعود، وهي الوطن الأول له. لكن بعد أن جمعت ما أمكن ان يقال في هذا الموضوع، أحجمت عن الخوض فيه، لأني سوف اضطر لاستخدام مصطلحات فيها ربما ما اعتبر مساساً شخصيا بأحدهم. ولو كتبت كنت سوف أتطرق إلى العدالة الاجتماعية والكيل بمكيالين، لهذا قررت أن أكون منحازا.

قلت لنفسي إن موضوع الزواج أقل خطورة.. ليكن هو... اكتشفت أن الحديث في هذا أيضا سوف يستدرجني لأتحدث عن العديد من تداعيات هذه المناسبة. وأول ما احترت فيه هو ماذا أطلق من مسميات! هل أقول تأهيل؟ أم فرح؟ أم زواج؟ أم معرض أزياء؟ أو حتى مسابقة في التفنن بتقديم أصناف من المأكولات؟
ألغيت الفكرة وقلت: ليكن الموضوع اقتصاديا، وتحديدا عن وفاء الديون ودفع الذمم والمستحقات. وبعد التفكير وجدت أن هذا أيضا خطير، لأنه سوف يكشف عددا من الأشخاص ممن امتهنوا عادة التهرب من كل ما ذكرت، وسوف يجلب علي العداوة وأنا بغنى عنها.

ولما رأى قلمي ما أنا فيه من حيرة وتردد، قال: عد للكتابة في موضوعات ابسط، كما تعودت. أكتب عن الحب.. عن التسامح.. عن الوفاء.. عن الصدق... ولتكن صلاة للاستسقاء، لعل السماء تستجيب فتعيد للأرض ما تبخر من هذه القيم، فيكون مطراً يعدل المناخ الذي أخذ بالتصحر، أو حتى يكون رذاذاً يتلألأ صباحا على الأزهار والأشجار، يبعث البهجة في النفوس ويساعد بإكساب اللون القاني للتفاح بدل لونه المحير.